35 يوما مرت علي تجميد النشاط الكروي وتوقف مسابقة الدوري مع أندلاع أحداث ثورة يناير, وهي فترة ليست قصيرة علي اللاعبين والأجهزة الفنية, وسوف تطول تلك المدة.
من توقف الأنشطة الرسمية حتي التاسع من أبريل والذي يعتبر أقرب توقيت تنتهي معه الجولة الثانية للمشاركات الخارجية للفرق والمنتخبات, وبنظرة سريعة علي الأرتباطات الخارجية التي تنتظر فرق الأهلي والزمالك والإسماعيلي وحرس الحدود في بطولات دوري الأبطال الأفريقي وأيضا موعد مباريات المنتخبين الأول والأوليمبي في تصفيات الأمم الإفريقية2012 والأوليمبية علي التوالي نجد أن الفرق الأربعة المشاركة في البطولات الأفريقية تبدأ مشوارها يوم18 مارس, وفي نفس الشهر يوم25 يلتقي المنتخب الأوليمبي مع بتسوانا في بداية التصفيات المؤهلة لأوليمبياد لندن2012 واللقاء سيقام في بورسعيد, ويوم26 من الشهر نفسه سيكون المنتخب الوطني الأول في محطة صعبة مع جنوب إفريقيا بتصفيات الأمم الأفريقية, وكلها مباريات ستجبرنا علي إيقاف النشاط للارتباطات الخارجية, وفي الثالث من أبريل ستكون مباريات العودة للجولة الأفريقية الأولي بالنسبة للفرق الأربعة ويوم9 أبريل لقاء العودة للمنتخب الأوليمبي مع بتسوانا.
ولا ننسي بطولة العالم العسكرية والتي تقام في البرازيل خلال شهر يوليو, حتي أن المنتخب العسكر بدأ منذ أيام معسكرا بقيادة منير حجازي المدير الفني الذي أصطحب خمسة لاعبين من الزمالك عمرو زكي محمود عبدالرازق شيكابالا حسن مصطفي احمد غانم سلطان محمد عبدالشافي واثنين من الأهلي اسامة حسني شريف عبدالفضيل, وأربعة من الإسماعيلي حسني عبدربه احمد صديق احمد سمير فرج محمد عبدالعزيز.
معني ذلك أن النشاط الكروي ومسابقة الدوري تحديدا لو قدر لها العودة للإستئناف فلن تنطلق قبل منتصف أبريل المقبل, علي أن تتوقف المسابقة بعد شهر مرة أخري من أجل لقاءات الملحق الأفريقي والتي تقام يوم29 مايو وهي خاصة بالفرق التي خرجت من دوري الأبطال لتشارك في البطولة الكونفيدرالية ويوم12 يونيو لقاءات العودة للبطولة ذاتها, كما أن المنتخب الوطني يلتقي يوم5 يونيو مع جنوب أفريقيا في لقاء العودة بالتصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية.
وبتذكير بسيط نجد أن الدوري كان من المفترض أن ينتهي في23 مايو المقبل لو كان تم اسئنافه يوم28 يناير الماضي, أي أن مباريات الدور الثاني كانت في حاجة إلي أربعة أشهر من أجل مبارياتها واضعين في الإعتبار التوقفات للمشاركات الخارجية.
عامر حسين رئيس لجنة المسابقات أكد أن لجنته لا تستطيع تحديد أي مواعيد أو الإعلان عن روزنامة مباريات الدور الثاني إلا في حالة تحديد موعد عودة النشاط وهو قرار أمني لا يخص إتحاد الكرة من قريب أو بعيد, وعامر حسين محق في ذلك خاصة أن الرؤية غير واضحة ومعالم عودة أو إستئناف النشاط الكروي المحلي أصبح محل شك نظرا لضيق الوقت بالإضافة إلي الأرتباطات الخارجية سواء للفرق أو المنتخابات.
هذه المعطيات السابقة تقودنا إلي نتيجة ربما تكون وحيدة وهي أن الدوري هذا الموسم في طريقه إلي الألغاء, فلو أفترضنا عودة المسابقة منتصف شهر أبريل المقبل فلن تستطيع اللجنة أنهاء كافة مباريات الدور الثاني قبل منتصف يوليو المقبل وما يتخلله من لقاءات وهذا أمر قد يكون صعب علي الفرق التي ستظل قرابة الثلاثة أشهر بدون مباريات رسمية سم نطالبها بلعب16 مباراة في شهرين ونصف الشهر.
قد يكون إلغاء الدوري هذا الموسم قرار قريب لأعتبارات أخري, فما تمر به بلدنا من إعادة صياغة الحياة السياسية والبرلمانية وتعديلات دستورية أهم بكثير, فحتي الأن لم تتضح موعد إجراء الأستفتاء علي التعديلات الدستورية الجديدة ولم تحدد موعد أنتخابات مجلس الشعب, والشيء الوحيد المحدد هو موعد أنتخاب رئيس لمصر في شهر سيبتمبر المقبل, هذه النقاط المحورة والهامة في مصير كل مصري سوف تسهم في توقف النشاط الكروي لو فرضنا أنه استؤنف وربما كل المعطيات والدلالات تؤدي إلي إلغاء الدوري هذا الموسم.
وقد يكون أمام الجهات المعنية بالتنسيق مع إتحاد كرة القدم أمر بديل وهو عودة النشاط الكروي بمسابقة الكأس فقط التي سبق وأن تم التضحية بها بشكل غير رسمي من أجل إفساح المجال أمام الدوري, ولكن لو كانت عودة الدوري صعبة فقد يكون الكأس بديلا لا بأس به هذا الموسم, وفي كل الأحول فمصير الشعب وتسوية قضاياه أهم من عودة الدوري أو الكأس.