كد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إدانته التامة للجريمة العدوانية "الحمقاء" بهدم كنيسة "صول"، مؤكدا احترام الإسلام لأي كنيسة، حتى أنه يأمر بالقتال في سبيل حمايتها، مضيفا أن النبي "صلى الله عليه وسلم" أعطى أقباط مصر منزلة ومكانة خاصة متميِّزة.
وقال القرضاوي في بيان إلي أبناء مصر أقباطا ومسلمين، صادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن "التاريخ يقول إن الأقباط رحبوا بالمسلمين الفاتحين، وفتحوا لهم صدورهم، رغم أن الروم الذين كانوا يحكمونهم كانوا نصاري مثلهم، ودخل الأقباط في دين الله أفواجًا".
وحذر البيان مما وصفه بـ"ملامح مؤامرة على ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة، وتشويه لصورتها"، وقال إن وراءها أذناب العهد البائد، وفلول الحزب الساقط، وجهاز أمن الدولة، الذي كان يلعب بورقة الطائفية، ويستخدمها لإثارة الفتنة وقتما يشاء، كما أثبتت ذلك وثائق كثيرة مما ضبطه الثوار".
وأيد القرضاوي قرار المجلس الأعلى للقوَّات المسلحة بإعادة بناء الكنيسة في موضعها، في أسرع وقت ممكن، مطالبا ممثِّلي الأقباط والمسلمين أن يحتووا هذا الأمر، ويقوموا بمصالحة وطنية، تطفئ هذه النار، وتجعلها رمادًا، ويعود الناس إلى نمط حياة الميدان، وإيجابيات الثورة، موجها تحيته لمبادرات شباب الثورة، الذين زار كثير منهم أقسام الشرطة، وصافحوا الجنود والضباط، قائلين: عفا الله عما سلف، ليبدأ الجميع عهدًا جديدًا، متمنيا مزيدا من الإنجازات، في عهد الحكومة الجديدة، مناشداً أهل مصر أن "يشدُّوا أزرها، وينصحوا لها بالحسنى والحكمة".
وأضاف القرضاوي: أن اختلاف الناس في الدين واقع بمشيئة الله، كما أن الإسلام ينظر إلى البشرية جمعاء باعتبارها عائلة واحدة، تنتمي من جهة الخلق إلى ربٍّ واحد، ومن جهة النسب إلى أب واحد، وأن القرآن خص أهل الكتاب بأحكام خاصَّة، فأجاز مؤاكلتهم ومصاهرتهم، فشرع الإسلام للمسلم أن يتزوَّج كتابيَّة، تكون ربَّة بيته، وشريكة حياته، وأم أولاده.
وطالب القرضاوي أصحاب المطالب والاحتياجات الفئوية المختلفة، أن يلتحقوا بأعمالهم، للمساهمة في بناء الوطن، وأن يصبروا على الحكومة، حتى تتمكَّن بالتدريج، من وضع كلِّ شيء في موضعه وإعطاء الحقوق لأهلها، ولا يستجيبوا لدعوات المهيِّجين بغير حقٍّ، و"ليعلموا أن لهذه الثورة أعداء سيطروا على البلد ثلاثين سنة، حتى لا تستقرَّ مصر، وتتكامل جهودها في إتمام البناء والإصلاح".